صالح القحطاني

تاريخ الميلاد 17 ربيع الاول 1400 تاريخ الوفاه 17 محرم 1440

ما من أحد الا ويؤخذ ويرد عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الرسول المبلغ الناصح الخاتم الأمين ،لا ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى ، ولهذا فلا يعني وصول أحد ممن سبق إلى غير ما وصل إليه عامل لاحق أن يشن التالي لسانه وقلمه عليه متجاوزا مادة الخلاف إلى الشخصنة والجرح والاتهام ، فهذا لا يتناسب مع قدسية العلم الذي يخدمه ويريد الحفاظ عليه، وهو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجميل أن يصل الإنسان إلى الحق والصواب موضحا عدم كمال أو خطا حكم وصل اليه آخر ولكن دون أن ينال من صاحبه جرحا ولا اتهاما فهذا لا يتناسب مع خلق العالم ولا علمه ولا تقواه ، ذلك أن كل العاملين في هذا الدرب هم اناس لهم من الحصانة ما يمنع من التهجم عليهم إلا بدليل يخرم عدالة المسلم المؤمن فيهم ،أما نتاجهم فهو عرضة للنقد والغربلة والتمحيص دون أي مهادنة أو مجاملة في دين الله ، وهذا ما يجعل لسان العالم وقلمه عفيفا حصيفا حليما متأنيا ، ولا نرى قلمه كسيف لوثته آثار الدماء ، ولا لسانه وهو يتلمظ من بقايا الدم لاك به شخوص الآخرين بلا هوادة، وكان الهدف صار هو النيل من العامل وليس تقويم وتصويب ما عمل من أسفار .

هل اخذ هذا العمل ممن سبقه ما يستحق من الجهد وهل سيضيف عليه جديدا فإن رأى أنه سيفعل ذلك أقدم عليه واعتمد على الله خاصة إن كان هذا العمل بكرا لم تمتد إليه يد كأرض يستصلحها بيده ويضيف إليها ما يستطيع، فلم يكن يهمه أن يضيف إلى قائمة أعماله عنوانا جديدا يكون عبئا عليه وعلى المكتبة دون فائدة ولا طائل غير أنه مكرور بإصدار جديد، ولقد ظهر هذا في أجل كتبه: مسند أبي يعلى، وصحيح ابن حبان، وموارد الظمآن، ومجمع الزوائد الذي أخذ منه الوقت الكثير.

  • اياكم النظر إلا إلى الذرا، واياكم طلبها بلا زاد، وإياكم وتضييع الجهود، فضياع الجهد
  • لا تطرب لمدح المادحين ولا لإطراء المطرين، فربَّ مدح كان أول مسمار في نعش إخلاصك
  • دينكم حياة، كالماء العذب الزلال يروي كل عطشان فلا تقتلوه يقوالب من صنع أيديكم
  • أطيعوا ربكم يطوع لكم كل من خلق، وبروا والديكم وأرحامكم يفتح لكم كل درب
  • طهروا مواضع أقدامكم قبل ان تنظروا ساحات الآخرين، فمن آاكم دون ما تحملون زهد فيكم وفيه.
  • كل نظرة لمؤمن بسوء سهم قاتل، وقوس الله بالمرصاد وسهامه صائبات.
  • دار المقامة أولا وآخرا هي الشغل الشاغل للأتقياء العاملين، والعاجز الغبي هو الذي استطاب المقام

كما أن العامل في هذا العلم الجليل لا ينبغي له أن يرى نفسه الأوحد نضجا وكمالا، فلا سابق مثله ولا لاحق يمكن أن يتجاوزه، فالأول الكامل والآخر الكامل هو الله عز وجل لا يعتوره نقص ولا يمتد إليه خطأ ولا قصور.